اجمع ريش الطيور أو امسك لسانك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الأطفال وجريمة الاعتـداء الجنسـي

اسلام الباشا:

ظهرت في الآونة الأخيرة حوادث عديدة لاختطاف الأطفال والاعتداء عليهم، الأمر الذي أثار الذعر في صفوف أولياء الأمور والاخصائيين الاجتماعيين، وقد أرجع البعض سببها إلى اختلاط المجتمع البحريني بالأجانب الذين يحملون عادات وسلوكيات تختلف عن عادات سكان هذا البلد المحافظ، رغم ان ذلك السبب لا يبعد التهمة عن المواطنين بدرجة أو بأخرى نتيجة تأثر الجيل الجديد بالأفلام الإباحية والعولمة.
ويؤكد الاخصائيون أن المعتدين إما قد اصيبوا بحالة نفسية منذ صغرهم بسبب المعاملة السيئة أو الضغط النفسي، أو بسبب تعرضهم لحالة اعتداء لم يكونوا قادرين على مقاومتها، الأمر الذي يجعلهم يكبرون ويكبر هدف الانتقام معهم إلى أن يستطيعوا الحصول على فريسة ليصبوا جام غضبهم عليها ولكي لا يكونوا الوحيدين الذين تعرضوا للاعتداء.

ودعا الاخصائيون الى تأهيل الطفل وتدريبه لحماية نفسه من الاعتداء عن طريقة تعليمه التفريق بين السلوك الجيد والسيئ بالطرق الصحيحة، حيث أن أغلب حالات الاعتداء تكون بموافقة الطرف الآخر، الأمر الذي يجعل الطفل يشعر بتأنيب الضمير، في حين أن أغلب الاعتداءات تكون داخل العائلة وهي التي لا تنتشر ولا يعلن عنها حتى لا تتشرذم روابط القرابة.
تقول د. عائشة الشيخ (رئيسة قسم العلوم المترابطة في كلية العلوم الصحية، وأستاذ مشارك في جامعة نيويورك) إن ظاهرة اختطاف الأطفال أو الاعتداء عليهم جديدة من نوعها ودخيلة على المجتمع البحريني، مرجعة أسبابها إلى اختلال التركيبة الديموجرافية لسكان البحرين والتي باتت فيها نسبة الأجانب أكثر من البحرينيين.

العولمة أحد الأسباب

وتشير الى أن ارتفاع نسبة الأجانب دون تواجد عائلاتهم معهم سبّب نوعا من الكبت الجنسي لديهم، الأمر الذي جعلهم يفكرون في اختطاف الأطفال لتفريغ ما في أنفسهم من مرض، هذا عدا سكنهم في مناطق العوائل البحرينية الذي بدأ يدق ناقوس الخطر على باب كل بحريني.
بيد أنها لا تنفي وجود فئة من البحرينيين بدأوا بالانخراط في هذه الظاهرة والزيادة من نسبة حدوثها، معللة ذلك بإدمانهم على مشاهدة الأفلام الإباحية وتأثير العولمة عليهم.
وترى الشيخ أن الأطفال الذين تعرضوا للاختطاف أو الاعتداء يصابون بحالة نفسية فيكبرون وقلوبهم مليئة بالحقد على مجتمعهم، (فغالبيتهم يتحولون إلى مجرمين، فبعد أن كان ضعيفا لا يستطيع مقاومة المعتدي تتولد لديه الرغبة في الانتقام وتفريغ جام غضبه في ضحية جديدة ليجرب طعم الفوز ولذة الانتصار، ما يجعله بحاجة إلى علاج نفسي وإعادة تأهيل).
وتلقي الشيخ المسؤولية على وسائل الاعلام لتقصيرها في إعداد برامج توعية والاستعانة بالمختصين لتوصيل الرسالة إلى الشباب وأولياء الأمور، غير متناسية موضوع إيجاد السكن المناسب للأجانب وإبعادهم عن المناطق السكنية بقدر الإمكان.
في حين تقول رنا الصيرفي مديرة مركز (كن حرا) لحماية الطفل من الاعتداء « ان هناك جانبين لتدريب الطفل لحماية نفسه من الاعتداء أولها تدريبه على المهارات الأساسية، خاصة وان أغلب الأطفال لا يستطيعون التفريق بين الجيد والسيئ، أما الجانب الثاني فيعتمد على طريقة التوصيل»، موضحة أن طريقة الآباء في نصح أبنائهم وتحذيرهم قد تربكهم وتضللهم وتفقدهم ثقتهم بأنفسهم وحسن التصرف عند الحاجة لذلك.
وتشير إلى أن التعامل مع الطفل المعتدي عليه تختلف من حالة إلى أخرى، (ففي بعض الحالات تكون هناك حاجة للجلوس مع الطفل لوحده وفي حالات أخرى يوضع الطفل مع غيره من الأطفال لبدء مشوار التشافي).

موافقة الضحية

وتوضح أن حوالي 90% من حالات الاعتداء تكون بموافقة الطرف الآخر، الأمر الذي يتسبب في خلق الإحساس بالذنب لديه وهذا هو الشيء الذي يحاول المركز جاهدا معالجته، مشيرة إلى أن المعتدى عليهم من فئة المراهقين لا يدركون خطورة الموضوع ولا يعتبرونه اعتداء إلا بعد فوات الأوان، كأن تبعث الفتاة ذات 13 سنة أو أكثر صورها بأحلى مالديها من ملابس لصديقها عبر الإنترنت ظنا منها بأنه سيتزوجها في وقت ما ولكن بعد أن تدرك مصيبة ما فعلته تشعر بتأنيب الضمير الذي يرافقها بقية حياتها.
ومن المنطلق ذاته تجد الصيرفي بأنه حتى الطفل الصغير يحس بالذنب وذلك بسبب المراحل التي يمر بها المعتدي لاستدراجه، موضحة «قد يستغرق الجاني مع الضحية مدة تصل إلى العام فيراقبه من بعيد ويقدم له الهدايا والآيسكريم والألعاب بين فترة والأخرى ويجعله يطمئن ويرتاح إليه إلى أن يجره إلى الإعتداء، ومن ثم يهدده بألا يفتح فمه بشيء ولا يخبر أحدا «.
وتقول إن أغلب المعتدين متزوجون، وانه ليس للاعتداء أي رغبة جنسية وإنما الدافع الأساسي لذلك هو الرغبة في السيطرة والقوة والانتصار على الضحية، معزية ذلك الى أن المعتدي قد تعرض إلى اعتداء في صغره ولم يستطع أن يفعل شيئا لقلة حيلته وضعفه أو عاش طفولة تعيسة ويريد أن ينتقم وأن يجعل غيره يعيش مصحوبا بحالة نفسية كي يشفي غليله.

المعتدون أغلبهم أقارب

وتبين الصيرفي أن أغلب حالات الاعتداءات الجنسية تكون من الأقارب، الأمر الذي يجعل الأهل يتسترون على الجريمة بالكتمان ويحاولون حلها فيما بينهم، لعدم تمزق وتفكك الأسرة، بيد أن أكثر الحالات التي تظهر في المجتمع يكون المعتدي فيها من الغرباء.
وتذكر «تشير دراسة قام بها المركز إلى البنت المعتدى عليها حتى وإن كان عمرها سنتين تعتبر غير مرغوبة للزواج في مجتمعنا، بينما الشاب يغفر له ذلك ويسمح له بالزواج بمن يشاء».
ويقول محمد عبد الكريم (ولي أمر) «لا استطيع ترك أولادي يلعبون في الشارع لوحدهم، حتى وإن كان قرب المنزل فإما ان اخرج معهم أو أن أراقبهم من النافذة»، مشيرا إلى أنه مستعد الى البقاء معهم طوال الوقت على ان لا يضيع احدهم أو يصيبه مكروه.
ويؤكد أن الحي الذي يسكن فيه يملؤه الهدوء والأمان والجيرة الطيبة إلا أنه يرى ان المختطفين ليس لهم أمان، موضحا ان خوفه ازداد عندما كثر سكن الأجانب في المنطقة.
وتقول فاطمة عباس (ولية أمر) «لم يبق أي اطمئنان في قلبي على أولادي خاصة بعد تفشي مظاهر الإعتداء والاختطاف في البحرين والتي تعتبر ظاهرة جديدة من نوعها على السكان «.
وتواصل «لا فرق بين القرى أو المدن فقد اصبحت ظاهرة الاختطاف محتملة في أي مكان وفي أي وقت ومن أي شخص لا سيما الأجانب منهم الذين باتوا يشكلون خطرا على مجتمع البحرين الآمن».
وتقول «ان الاختطاف والاعتداء لا يختص بأفراد معينة ولكن أغلب فئة المعتدى عليهم يكونون من الأطفال لقلة حيلتهم والقدرة على السيطرة عليهم» ، لذا فهي تعلم أبناءها بأن لا يتجاوبون مع الغرباء وتمنعهم من الخروج في وقت الظهيرة أو منتصف الليل حتى لا يكونوا طعما للمعتدين.

ويبين علي عباس «11 عاما « عدم خوفه من الخروج من البيت للتجول في أرجاء الحي الذي يقطنه، بيد أنه يشعر باستياء عند رؤيته للغرباء الذين يتجولون في المنطقة فيصاب بالذعر ويذهب هاربا إلى المنزل.
ويضيف «أمي تجبرني على مرافقة أخي وأختي اللذان يصغراني إلى البرادة أو مراقبتهما اثناء اللعب قرب المنزل، ودائما تحذرني من الغرباء وعدم الثقة بهم جاعلة من حادثة (بدر سماهيج) عبرة لنا».

\
\

رذآذ ..{

اتمنى من الله ان يعود ورد الى اهله